يقدم هذا الكتاب الفذ نظرة الإسلام الشاملة إلى العالم، من معتقدات وتقاليد ومؤسسات، إلى جانب موقع الإسلام من الحضارات التي مد جذوره فيها. وأطلس الحضارة الإسلامية لا يقتصر على كونه مقدمة شاملة للتجربة الإسلامية في التاريخ وفي العالم الحديث. بل هو تفسير مرجعي متعمق لدين الإسلام، كتب لأتباع الأديان جميعاً. وما يقدمه إسماعيل ولوس لمياء الفاروقي في هذا الكتاب هو في الواقع: الإسلام يتحدث عن نفسه. ويزخر الكتاب بأكثر من 300 صورة وتخطيط وغير ذلك من الرسوم، إلى جانب ما يقرب من 75 خريطة أصلية تجعله دليلاً فريداً نحو معنى الإسلام وقوته في تشكيل الحضارات من حدود البحر المتوسط إلى المحيط الهادئ. والكتاب يشكل ما هو أكثر بكثير من تأريخ الأحداث، إنه عرض رائق لجوهر الحضارة الإسلامية في مناحيها جميعاً، من ممارسات المسلمين اليومية في أرجاء العالم إلى تراث الإسلام في الفنون والعلوم والقانون والسياسة والفلسفة. يبدأ المؤلفان بالمهاد العتيق الذي ظهر فيه الإسلام، تفحصاً لمسارات التأثير المختلفة-من عربية ورافدينية وكنعانية وعبرية-كانت سابقة في الظهور على الإسلام، ويبين المؤلفان ان الإسلام قد جمع ضروب التراث المختلفة هذه، وشكّل منها كياناً فريداً من العقيدة والفكر والممارسة، وما يزال يدعو حياة الإسلام اليوم في أرجاء المعمورة. ويفسر القسم الثاني من الكتاب مفهوم التوحيد، كما يبين القسم الثالث كيف يتجلى جوهر العقيدة هذا في لغة الكتاب المنزّل، وفي المؤسسات الاجتماعية والفنون، ويشكل القسم الرابع دراسة متميزة لتجليات الإسلام في جميع مجالات الحياة الفكرية والاجتماعية والفنية والسياسية والعلمية. وبعد، فإن هذا الكتاب هو ذو قيمة فائقة، بما يحويه من تفاصيل غنية وأسلوب واضح وتكامل بين أفضل الدراسات القديمة والمعاصرة.