يرى الكتاب أننا بأمس الحاجة لفكرة الحضارة واستعادة الحديث عنها، لإخراج المسلمين من تيه السجالات المذهبية والكلامية القديمة والعقيمة، التي عززت الخصومات، وكرست الانقسامات، وأججت الخلافات، وأعادت المسلمين إلى الوراء، وأظهرتهم كما لو أنهم ما زالوا يعيشون في القرون السابقة، غير قادرين على التخلص من إرث الماضي وسطوته، والعبور من الأزمنة القديمة الجامدة إلى الأزمنة الحديثة المتقدمة، متطلعين إلى المستقبل وآفاقه الرحبة. يتكون الكتاب من ثلاثة فصول، الفصل الأول يتطرق إلى أولى المحاولات العربية المعاصرة التي ناقشت فكرة الحضارة، ونعني بهما محاولة الدكتور قسطنطين زريق في كتابه (في معركة الحضارة.. دراسة في ماهية الحضارة وأحوالها وفي الواقع الحضاري)، الصادر سنة 1964م، ومحاولة الدكتور حسين مؤنس في كتابه (الحضارة.. دراسة في أصول وعوامل قيامها وتطورها)، الصادر سنة 1978م. ويتطرق الفصل الثاني إلى أبرز محاولة اعتنت بفكرة الحضارة في المجال العربي المعاصر، ونعني بها محاولة المفكر الجزائري مالك بن نبي الذي يعد صاحب نظرية مهمة في هذا الشأن. أما الفصل الثالث فيتطرق إلى مناظرة مهمة جرت حول فكرة الحضارة في المجال العربي المعاصر، ونعني بها المناظرة التي حصلت في مطلع خمسينات القرن العشرين بين مالك بن نبي وسيد قطب.