يحاول هذا الكتاب أن يلفت النظر لأهمية وقيمة العمل الفكري في عمليات البناء والتجديد والإنماء والتحديث على مستوى الجماعة والمجتمع والأمة والدولة هذه من جهة, ومن جهة أخرى التأكيد على أهمية و قيمة الفكر كمنظور في منهج النظر والتحليل والاستشراف. وكيف أن الفكر يمثل قوة إلى جانب مصادر القوى الأخرى, وقوة الفكر والأفكار لا تدركها إلا الأمم والمجتمعات المتحضرة, وهي الأقدر على استعمال هذه القوة و الاستفادة منها. وما يلاحظه الكتاب هو أن هناك انخفاضا في مستويات الاهتمام بالعمل الفكري في نطاق الحالة الإسلامية المعاصرة, وهذا الانخفاض أو التراجع في مجالات الفكر فإنه يؤثر على عمليات النمو والتطوير داخل الحالة الإسلامية, كما يؤثر على عمليات الأداء والإدارة ونظم العمل والتخطيط والقدرة على الاستشراف المستقبلي, وحتى على إمكانات التواصل الفكري والسياسي مع النخب والتيارات والجماعات المتعددة والمختلفة. لذلك يحاول الكتاب أن يحرض على رفع مستويات الوعي والإدراك بالعمل الفكري, والسعي نحو تطويرات فعلية في هذا المجال.