يستعرض هذا الكتاب عرضاً شاملاً للرؤى الحداثية حول العقل، والوحی، ثم السنّة، مقارنة بالرؤية الإسلامية الأصيلة. ولا بدّ من الإشارة إلى ملاحظة مهمة وهی أن الحداثيين قد لا يتفقون على نظرية واحدة فی المجالات التی سنتناولها فی هذا الكتاب، لكن وحدة المنهج لديهم هی التی تجعل الباب مفتوحاً لنتائج مختلفة، وقد تتردد بين اليمين واليسار أحياناً، إلا أنها فی مجموعها معطيات للتفسير الطبيعی للدين. ومن هنا، فقد اعتبرناها جميعاً رؤى تمثل المدرسة الحداثية فی فهم الدين والتعامل مع معتقداته وتشريعاته... ولن يكون الكلام فی هذا الكتاب عن الحداثة المادية التی ترفض الأديان الإلهية من الأساس، وإنما عن الرؤية الحداثية التی لا مشكلة لها مع الدين وتحاول أن تنسجم معه .