تعالج هذه الورقة قضية غاية في الأهمية بالنسبة للعالم الإسلامي المعاصر وهي ضرورة تفعيل دور الإسلام في مختلف شؤون الحياة ليسترجع حيويته وفعاليته الحضارية. وتتبنى الورقة فكرة أن عملية تفعيل دور الإسلام تحتاج إلى رؤية ومقاربة حضارية متكاملة وليس مجرد أنشطة وأعمال متفرقة. والرؤية الحضارية؛ بما هي مقاربة متكاملة تأخذ بعين الإعتبار مختلف العوامل المتعددة والمتشابكة التي تؤثر في الظواهر والوقائع- توفر تصور شمولي ورؤية متكاملة للمشكلة محل النظر وكيفية مقاربتها، وتحليلها، وتوجيهها العلمي الصحيح- تساعد على التناول الموضوعي للقضايا. وهي شرط أساسي لأي تجديد شامل للأمة. كما تحاول الورقة بيان أهمية المقاربة الحضارية في تجديد التعليم والتربية الإسلامية بوصفها من المفاتيح الأساسية لتجديد الأمة. واتبعت الورقة المنهج المكتبي والمنهج الإستقرائي وتحليل النصوص مؤكدة على أن العالم الإسلامي المعاصر بحاجة إلى جهود جماعية وتعاونية للتجديد. وخلصت الورقة إلى أنه بناءا على المقاربة الحضارية، فإن جعل الإنسان محورا للتنمية المستدامة يقتضي بالضرورة تجديد التعليم والتربية الإسلامية، ومناهجها، وجودتها، وعملياتها، ومخرجاتها. وهذا التجديد للتعليم والتربية الإسلامية بمفهومها الحضاري يحتاج إلى مقاربة حضارية أعمق تأخذ بعين الإعتبار منظومة العقيدة والشريعة، ومنظومة القيم والأخلاق، ومنظومة المعرفة والعلم، ومنظومة الثقافة، ومنظومة الإبداع والإبتكار، ومنظومة العمران والتحضر
اشتراک گذاری
/
/
/