التجديد الثقافي في مناهج التغيير الإسلامي يكتسب أهمية كبيرة، ونحن ندرس ونتأمل المشروع الإسلامي الحضاري المعاصر ، وإلى أين يسير ذلك أننا في مرحلة حساسة ودقيقة للغاية بحاجة إلى تشخيص دقيق وشامل لأن العالم من حولنا يتغير بحركة سريعة يكاد يطوي مرحلة ليجدد نفسه مع مرحلة جديدة من تاريخ الحضارة الإنسانية.. والعالم اليوم بكل مؤسساته وخبرائه يدرسون باهتمام شديد هذه المرحلة وما فيها من تحولات كبرى ومتغيرات نوعية لا تقل أهمية وخطورة عن تلك التحولات التي حصلت في القرن السادس عشر الميلادي مع بداية مرحلة العلم الحديث.. أو التي حصلت القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي مع الثورة الصناعية والتقدم التكنولوجي.. كل ذلك إعداداً وتخطيطاً لمستقبل جديد من تاريخ الحضارة الإنسانية.. وفي هذا السياق تأتي الدراسة الهامة التي كتبها المفكر والمؤرخ البريطاني المعروف الدكتور بول كنيدي تحت عنوان – من أجل الإعداد للقرن الواحد والعشرين – وبالتأكيد هناك العشرات من هذه الدراسات.. ويهمنا أن نعرف موقع الإسلام في مستقبل الحضارة الإنسانية الذي يطرح اليوم كأحد الخيارات العالمية الكبرى في مستقبليات البشرية.. والأهم من كل ذلك هو كيف نقدم الإسلام إلى العالم. هذا هو السؤال الخطير وهنا نرجع إلى الإنسان المسلم وإلى العقل المسلم الذي ينبغي أن يكون النموذج القدوة والأسوة الحسنة في الدعوة إلى الإسلام والتبليغ لقيمه ومبادئه وأخلاقه ومثله كما كان النبي محمد(ص) قدوة حسنة لتبليغ الإسلام في مجتمع مكة والمدينة وكما كان الصحابة رضوان الله عليهم في نشر الإسلام إلى العالم.. ومن هنا تأتي أهمية التشخيص الدقيق لهذه المرحلة من تاريخ أمتنا والعالم، لأن على هذا التشخيص يتوقف مستقبل المشروع الإسلامي ومناهجه في التغيير.. ومناهج التغيير ومستقبلياتها تتوقف على التجديد الثقافي والحضاري في أنظمتها المفاهيمية وجهازها في التفكير وطريقتها في التخطيط والإدارة..
اشتراک گذاری
/