728 x 90
728 x 90

چکیده مقاله

شهدت ساحة العلاقات الدولية خلال التسعينيات أحداثًا، ووقائع، ومناظرات وسياسات عديدة تترجم صعود الاهتمام بالعلاقة بين الحضارات، كما تعاقبت المؤلفات والمؤتمرات والندوات العالمية والإقليمية والمحلية التي تناقش إشكاليات هذه العلاقات بين الأنا والآخر، بين نحن وهم. وفي المقابل توالت المبادرات الرسمية أيضًا التي تعكس معاني وأهداف الحوار بصفة خاصة، ومن أهمها مبادرة الرئيس خاتمي، ومبادرة الأمم المتحدة. بعبارة أخرى ماجت الساحة الأكاديمية والفكر والسياسة بالأنشطة حول هذا الموضوع، والتي شارك فيها باحثون من تخصصات مختلفة فلسفية، اجتماعية، سياسية، إعلامية، أديان مقارنة، تاريخ حضارات علوم شرعية ودراسات إسلامية … ناهيك عن المراقبين، وقادة الفكر والرأى العام والإعلام وعلماء الإسلام. وفي خضم هذا الزخم المتواتر والمتعاقب بلا توقف، والمنتشر بلا حدود بين مستويات متنوعة من الأنشطة، كان لابد لمتخصص العلاقات الدولية أن يسعى للتأصيل النظري لهذا الموضوع. على ضوء قواعد وأسس الدراسة العلمية للعلاقات الدولية في مرحلتها الراهنة: أي الموصوفة بمرحلة ما بعد الحرب الباردة، أو مرحلة المراجعة النقدية لحالة العالم. وكان الدافع لهذا التأصيل، والمبرر للحاجة إليه هو حالة الغموض والفوضى والتداخل والحركة في دوائر مفّرغة، والتي أحاطت بدراسة هذا الموضوع والحركة من حوله، والتي تبين الافتقاد للمنهج والرؤية، بالرغم من درجة الأهمية المرتفعة التي اكتسبها المفهوم. ويبدأ تشخيص الحالة وتفسيرها من تحديد السياق الذي أفرز الاهتمام في الدائرة العربية والإسلامية بالعلاقة بين الحضارات، والاتجاهات الفكرية حول نمط هذه العلاقة، وموضع الحوار بالمقارنة بالصراع، وصولًا إلى معرفة من يحاور من أو يصارعه فكريًا؟ وحول ماذا تدور القضايا وكيف تكون آليات الحوار وقنواته؟ وهذا التشخيص تمهيد ضروري لتحديد ملامح رؤية إسلامية للحوار.

مجله
--
زبان محتوا
عربی , ...