إن التأثير والتأثر بين الحضارات الإنسانية أمر بديهي لأنه يقع ضمن طبيعة البشر الفطرية في الافادة والتطور الذي يسعى له من خلال إيجاد كل ما من شأنه أن يجعل حياته أسهل وأرقى . والحضارة العربية الإسلامية واحدة من الحضارات التي كان لها دورها في المساهمة في تقدم الحضارة الإنسانية في مجالات كثيرة، والعادات والتقاليد العربية الإسلامية واحدة من الجوانب التي من خلالها يستطيع الباحث أن يجد فيه مادة دسمة يمكن من خلالها أن يصل إلى نتائج مهمة تكون فيها دلالة على التواصل الحضاري بين الشعوب، بعيدا عن الحياة والظروف السياسية المتوترة التي وصلت في كثير من الأحيان إلى حد الصدام المسلح، الذي كان سبباً في توقف نشاطات الحياة العامة، بل في عرقلة التواصل السلمي بين الأقوام المختلفة. ومن المعروف أن الحضارة العربية الإسلامية قد انتقلت إلى أوروبا بعدة طرق منها : الأندلس وصقلية والحروب الصليبية، وغيرها . ومن تلك المعابر انتقلت جوانب من الحضارة العربية الإسلامية ومنها العادات والتقاليد العربية الإسلامية في الأزياء فقد تأثرت الأزياء الأوروبية بالملابس العربية الإسلامية، وفي الأكل والطبخ هناك الكثير من عادات الطبخ وأنواع من الطعام وجدت طريقها إلى المائدة والمطبخ الأوروبي، في البناء فان للبناء العربي الإسلامي صفات ومميزات سواء في تصاميم البيت أو في مرافق المدينة الإسلامية انتقلت إلى المدن الأوروبية، وفي التعليم والدراسة فان الأسلوب العربي الإسلامي في التدريس وأماكن الدرس كانت من الأمور المهمة التي نشطت الحركة العلمية في أوروبا.