728 x 90
728 x 90

چکیده مقاله

السنن قانون الله العادل في الخلق، المؤثر في حياة الناس لا يحابي أحدًا، فالأمم تدور مع فعلها الحضاري إن سلبًا وإن إيجابًا، إن قوة وتمكينا وإن وهنا وهوانا، فبمقدار فعلها ووعيها وتفاعلها وتفعليها للسنن بمقدار ما تعطيها السنن من نتائج تتناسب والفعل الحضاري ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴾ إن في الآخرة وفي سابقتها في الدنيا. السنن وفق هذه المعاني جميعًا عملية تربوية تعليمية وتدريبية وتحصيلية، إن من أهم عناصر العملية التربوية في ساحات الفعل الحضاري هي التربية بالسنن، وهو أمر يستحق دراسة مستقلة، السنن كعملية معرفية وحركية ترتبط بعناصر فقه قضية السببية في أصولها وجوهرها، ذلك أن العامل الأساسي والتأسيسي في البناء الحضاري.. هو فقه سنن الله في الحياة والتزامها منهجًا وشريعة في حياة الناس، وتواصل النتائج بالمقدمات بما يحقق عناصر الفاعلية الحضارية بالتزام سنن الوجود ولا مبدل لأمر الله ولا مغير لحكمه، والعلم بالسنن حقيقة تنصرف إلى الوعي بأسبابها الذي هو شرط للتفاعل بالنسبة ومعها، أما الجهل بها أو التقصير في التعامل مع عالم أسبابها لا يمنع إجراء السنن أو يوقفها أو يعطلها بمعنى النفاذ. والسنن بهذا الاعتبار هي من كليات أصول الفقه الحضاري، والذي يجعلها من أهم أبوابه لفهم الأفعال الحضارية والمنتجة لعلاقات متعددة، على تنوع تلك الأفعال وتعدد تلك العلاقات وتداخلها وتفاعلها؛ والسنن من حيث مجالاتها التي تتعلق “بالفعل الحضاري”، فهي تشكل أحكامًا كلية تتحرك صوب افعل ولا تفعل، ولكن في الفعل الممتد المتراكم، فإذا كان الفقه يهتم بالأفعال الإنسانية الجزئية، فإن السنة تهتم بالأفعال الإنسانية الكلية الممتدة، وتظل العلاقة التراكمية، والتدرجية بين الفعل الجزئي والفعل الحضاري الممتد أكيدة تتطلب مزيدًا من البحث والتقصي؛ إن السنن تتعلق بالتحريك بالفعل الحضاري بكل التفاعلات فيها بين الساحة الحضارية الممتدة لتشمل الآفاق الكونية، والإنسان الفرد بكل دخائله ومكنوناته النفسية والسلوك المترتب عليها، والاجتماع والجماعة والمجتمع بما يمثله من مواقف ورؤى وممارسات، والتاريخ بما يمثله من ذاكرة للفعل الحضاري وامتداده لتحقيق معاني بالحدث، والاعتبار في الحركة، والعبور نحو عناصر الفاعلية والتمكين…؛إن الإنسان يستطيع، في حال قوته أن يتفاعل مع هذه السنن فيستثمر كل مكوناتها، بحيث يحدث فعلاً حضاريًا إيجابيًا، أما المسلم الواهن فيقف من هذه السنن مواقف متعددة هي في حملتها مواقف سلبية لا تحقق الفعل الحضاري الإيجابي. ويوضح هذه المواقف السلبية للتعامل مع السنن الإلهية، إن المسلم المعاصر يجهل فعل السنن أحيانًا، وفي أحيان أخرى يغفل عن أثرها، وفي موقف ثالث يتعامل معها بضعف فلا تعطي له وفي موقف رابع يزيف هذه السنن؛ ويأتي تزييف السنن عندما يزيف الإنسان فهمه لها، يحدث ذلك في تعامله مع منتجات الحضارة المعاصرة حيث يتبنى فهما للسنن يؤدي به إلى الركون إلى استهلاك منتجات الحضارة لا إنتاجها، فيقول مثلاً: إن الله تعالى قد سخر لنا الغرب بتقنياته وعالم اشيائه فهو ينتج ونحن نستهلك هذا الانتاج، وهذا الفهم بالطبع لا يمت بأي صلة لسنة التسخير التي تعبر عن التفاعل الخلاق مع الطبيعة لإنتاج الحضارة أو التفاعل مع الجانب الحي منها…… فكل المجالات الحضارية وحركات الفعل الحضاري خاضعة لحقائق السنن وفعلها. وللسنن جملة من الأهداف أهمها الهدف التربوي والتعلمي. والسنن في دراستها في دراستها لابد من البحث عن: منظومة السنن (العلاقات المختلفة). قدرات السنن (التفعيل الوعي والسعي).

مجله
مجلة المعهد المصري ,
زبان محتوا
عربی , ...