728 x 90
728 x 90

چکیده مقاله

مع بداية عام 2017 تدخل الأمة العربية الإسلامية العام السابع لاندلاع موجة الثورات الشعبية المتوالية التي تحولت -تحت وطأة القوى المضادة للثورة داخليًا وخارجيًا- إلى حروب أهلية وتدخلات خارجية تحت راية الحرب على الإرهاب يعتريها ويسمها حالة اقتتال بيني غير مسبوق. فلقد فتحت الثورات العربية مرحلة جديدة من تطور المنطقة العربية برمتها وليس فقط دولها فرادى، تطورا متعدد الأبعاد. فبعد هذه الأعوام الست تبين أن الأسباب التي وقفت وراء انتفاضات عدد من الشعوب العربية أواخر 2010 ومطالع 2011 لم تعد وحدها عوامل حركة الأحداث، فقد تقدمت للواجهة عناوين وقضايا أخرى تولدت تباعًا. فبعدما أعلنت الثورات شعارًا وهدفًا يتمثل في إسقاط أنظمة الحكم المستبدة، وإحداث تغييرات جذرية تتعلق بسياسات التخلف والفساد والقمع والتفاوت الاجتماعي والفشل الدائم التي هيمنت على الواقع العربي لعقود، إذا بتطورات ما بعد الأيام الأولى لكل ثورة والطريقة التي تشكلت بها صورة المشهد الثوري في كل قطر، ثم صعود الثورات المضادة، تفرز أوضاعًا أخرى وقضايا ربما أصبحت أكثر مركزية؛ على رأسها: تفجر العنف والعنف المضاد قطريًا وإقليميًّا، وتجدد أشكال التدخلات الخارجية والتوجه نحو إعادة تشكيل كاملة للمنطقة، قطريًا وإقليميًّا ومن حيث الصلات مع الخارج… كل ذلك تحت راية الحرب على الإرهاب. وليس من المهم الوقوف فقط على الطريقة التي تحولت فيها المنطقة من حالة الثورة والتغيير السياسي –خاصة في نماذجه السلمية- إلى حالة (الإرهاب والحرب على الإرهاب) بكل ما تحمله هذه اللافتة من مضامين واحتمالات تتفاوت من حالة ودولة إلى أخرى، لكن الأهم هو فهم كيف أنها في المجمل –ومع اتساع رقعتها وتمددها وامتدادها زمنيًا- تدخل بالمنطقة في أزمات من نوع مختلف. ولذا فالأهم الوقوف على الطريقة التي انتقلت بها المنطقة من تطلعات التحرر إلى البحث عن الأمن والاستقرار إلى التأرجح بين عودة الاستبداد وما وراءه من علاقات هيمنة-تبعية مع الخارج أو مشروعات الفوضى والإغراق في بحار من العنف الشامل. وعلى رأس هذه الطرق التحالفات بين الداخل المضاد للثورات وبين أنماط تدخلات ومناورات القوى الكبرى بأزمات المنطقة؛ بين الاندفاع بالحل العسكري وأطروحات التسويات التفاوضية الهائمة.

مجله
--
زبان محتوا
عربی , ...