728 x 90
728 x 90

چکیده مقاله

إن اقتراب الورقة من مناقشة “استراتيجية العمل الثقافي الإسلامي في الغرب” باعتبار هذه الاستراتيجية ركنًا من أركان برنامج عمل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة يفرض الإنطلاق من إطار مركب ذي مستويات ثلاثة. وهذا الإطار المركب هو الذي يحكم قواعد تشخيص وتفسير وتقييم الواقع الذي تتجه نحوه هذه الاستراتيجية وصولاً إلى تحديد أهدافها وأدواتها وآلياتها. وتتبع الحاجة لمثل هذه الإطار من اعتبارين: الأول هو طبيعة تخصص معد هذه الورقة (العلاقة الدولية)،حيث لم يعد مجال “السياسي” ينفصل عن الاقتصادي أو الثقافي ومن ثم لا نهتم فقط بالتفاصيل الفنية للثقافي (بالمعنى الضيق) ولكن باعتباره مخرجًا أو مدخلاً في عملية سياسية كبرى متعددة الأبعاد تحيط (في ورقتنا هذه) بالعلاقة بين “الإسلام والغرب” بصفة عامة وبالإسلام في الغرب بصفة خاصة. أما الاعتبار الثاني فهو “طبيعة موضوع الورقة وضرورة تحديد أبعاده ومجالاته. فما المقصود بالعمل الثقافي الإسلامي وما المقصود في الغرب؟ ما هي الصورة القائم من هذا العمل بالفعل؟ وما الهدف من وراء وضع هذه الاستراتيجية: هل تغيير القائم أم تعزيزه أم ماذا؟ هل يتصل هذا العمل بالحفاظ على الهوية الثقافية للأمة الإسلامية أم يتصل بالدفاع عن الصورة الثقافية للأمة لدى الآخر أم يتصل بصورتنا عن الآخر وثقافته؟ أم يتصل بأوضاع الجاليات المسلمة في الغرب؟ هذا ويجدر الإشارة إلى هذا الإطار المركب للورقة يعكس هموم ورؤية أحد أبناء الأمة الإسلامية الذي وإن كان لا يعيش في الغرب ومن ثم لا يعرف عن قرب دقائق ووقائع مشاكل الوجود المسلم في الغرب أو مشاكل صورة الغرب عن الإسلام، ألا أنه يهتم بالبحث في آفاق وإمكانيات ومشاكل هذا الوجود باعتباره جزء من الأمة وخاصة في ظل ما يواجهها من تحديات مبعثها الطبيعية الراهنة لوضع الأمة في النظام العالمي. وإذا كان هذا الاهتمام، المبني على مصادر مكتبية، قد يبرر في حد ذاته المشاركة بهذه الورقة إلا أنه لن يعفيها بالطبع من القصور في بعض الجوانب المعلوماتية المتصلة بواقع ووقائع هذا الوجود المسلم في الغرب وهذه الصورة عن الإسلام والمسلمين في الغرب، والتي كان يجب أن تنبني عليها مثل هذه الورقة. وتتلخَّص المستويات الثلاثة لاقتراب الورقة كالآتي: المستوى الأول: إطار عام ينبثق من واقع النظام الدولي الراهن وتفاعلاته ويتصل بوضع البعد الثقافي مقترنة بالأبعاد الأخرى للعلاقات الدولية وخاصة السياسية منها من ناحية كما ينتقل بنا من ناحية أخرى إلى وضع البعد الثقافي في علاقة الأمة الإسلامية مع “الأمم الأخرى” ومن ثم وضعه في سياق أزمة هذه الأمة وفي سياق مشروع حضاري لنهضة العالم الإسلامي في عالم يموج بالتحولات والتغيرات والتي تمثل تحديات خطيرة للأمة يقع في قلبها الآن الثقافي – الحضاري وليس الاقتصادي السياسي فقط. المستوى الثاني: إشكاليات استراتيجية العمل الثقافي في الغرب: من المستهدف منها ومن الذي يديرها وكيف؟ وما هي طبيعة هذه الاستراتيجية؟ المستوى الثالث: دلالات الإطار العام بالنسبة للخاص وسيتضح لنا من العرض التالي حول هذه المستويات الثلاثة كيف أن منهج اقتراب الورقة من الموضوع يبدأ بالعام وصولاً إلى الخاص الذي هو في الأصل وموضوع الورقة، وانتهاء ببعض الملاحظات حول دلالات التحديات النابعة من هذا الإطار العام وذلك بالنسبة إعادة تحديد نطاقه الثقافي ومجالاته ومضمونه.

مجله
--
زبان محتوا
عربی , ...