أصبحت كلمة «استنارة»، مؤخراً، كلمة محورية في الخطاب السياسي والفلسفي العربي. وقد يكون من المفيد أن نُعلق على ما حدث للمصطلح في السياق العربي. ولنا أن نلاحظ أن تعريفات الاستنارة في الأدبيات العربية تعريفات عامة للغاية مثل «حق الاجتهاد والاختلاف»، و«شجاعة استخدام العقل»، و «لا سلطان على العقل إلا سلطان العقل»، و«الاستخدام العام لعقل الإنسان في جميع القضايا». في هذه المقالة للمفكر وعالم الاجتماع المصري الراحل عبد الوهاب المسيري سنسعى لتأصيل الفكر التنويري الذي أعلنه بداية الحداثة في الغرب، كما يبيّن التناقضات التي انبنى عليها فكر الاستنارة، انطلاقاً من كونه حركة فلسفية بدأت تحفر مجراها في القرن الثامن عشر الميلادي في الغرب.