هذا الكتاب "موقع الثقافة" عمل يمضي بالنقد الثقافي إلى مناطق جديدة ومهمة بصورة حاسمة، تاركاً أثره المُبالغ على الطريقة التي نُدرك عن طريقها الممارسات الثقافية، فهو واحد من المتون الأساسية في النظرية ما بعد الكولونيالية المعاصرة، واضعاً هومي بابا واحداً من ابرز المنظورين ما بعد الكولونيالية. حيث يعتبر هومي بابا واحد من بين العشرين مفكراً الأبرز في حقبتنا، فهو في هذا الكتاب يعرض لنا ما تعنيه الدراسات الكولونيالية والثقافية مدققاً في مصطلح ما بعد الكولونيالية. فيزيل بابا تلك الألفة التي نتقاذفها اليوم في المصطلحات، مثل: التعددية الثقافية، التنوع الثقافي، تعدد الهويات.... فلم يعد بمقدارنا استخدام هذة المصطلحات بنوع من الرضا بدون تفكير. فهذا الكتاب لا يُعد فقط استكشاف لأوضاع البلدان الكولوبيالية و ما بعد الكولوبيالية، بل أيضاً جلاء لديناميات السلطة والأخضاع والمقاومة، فقد أثار ضجة كبيرة بين مديح وذم، مما يؤكد بإثارته هذة مدى أهميته.