يأتي هذا الكتاب لكي يؤكد التفات الفكر الإسلامي المعاصر إلى غياب المثقف الديني, وضرورة انبعاثه في الأمة, كي ينهض بأدواره ووظائفه الحيوية والإنمائية والحضارية في زمن التحولات العالمية الكبرى, وعصر ثورة المعلومات وتحديات العولمة. وقد ترك غياب المثقف الديني أثره على بنية الفكر الإسلامي ومسارات تطوره, وقدرته على التجدد والتجديد والاستجابة لشروط المعاصرة. وهي الأبعاد التي من الممكن أن يبدع فيها المثقف والمفكر الديني بوجه خاص, فهو الذي يفترض فيه أن يكون على قدر من الاستيعاب و المواكبة لشروط العصر وتحولاته ومتغيراته. وهذا الإلتفات من الفكر الإسلامي بحاجة لأن يتطور إلى رؤية جديدة تجاه المثقف الديني, الرؤية التي ترفع عنها بعض الهواجس القلقلة التي تشكلت حول المثقف بصورة عامة, وانسحبت بعض الشيء على المثقف الديني. ويعالج الكتاب هذه القضية في مجموعة فصول هي: الفصل ويبحث عن إعادة التفكير بالمثقف, الفصل الثاني ويبحث عن إشكالية الدين هل يمنع الإنسان من أن يكون مثقفاً ؟, الفصل الثالث ويبحث عن مفهوم العالم والمثقف بين عالمين وحضارتين, الفصل الرابع ويبحث عن المثقف ومرجعية الفكر الأوروبي, الفصل الخامس ويبحث عن النزعة النقدية عند المثقف, الفصل السادس ويبحث عن مشكلة المثقف مع الدين, الفصل السابع ويبحث عن مهام المثقف الديني, والخاتمة عن انبعاث المثقف الديني. والقاعدة الفكرية التي ينطلق منها مفهوم المثقف الديني هي ضرورة ربط الثقافة بالدين, والحداثة بالدين, والتقدم بالدين والنهضة بالدين.