يقول غارودي في مقدمة كتابه يسيطر القلق الداهم على مليارات البشر من الرجال والنساء في نهاية هذا القرن. نبع هذا القلق من تزايد البطالة والبؤس، من تزايد الشعور بعدم الأمن، وتسلط العنف. فإلى أي زمن يعود خطأ التحول الذي قاد الإنسانية إلى هذا القلق. لقد فقد تاريخ قرننا العشرين الكثير من الفرص، الكثير من الأبعاد الإنسانية، بعد السيطرة القاتلة لهؤلاء الذين ماتوا بالفعل في الغرب، لكنهم لا يدركون تظن! "الحداثة" ان العلم والتقنية هما المعايير الوحيدة للتقدم، يقودنا دين الوسائل هذا إلى الهاوية. حفارو القبور هم هؤلاء الذين يروجون له، هكذا يحفرون، بلا تبصر، قبورنا ليس للحياة معنى إلا بالاعتقاد بوجود إله. نحن نعيش اليوم تحت شكل جديد من الهيمنة، هيمنة وسائل الإعلام، ويتطلع الملايين من كل لون ومذهب إلى أن يصبح لحياتهم معنى. ويساعد هذا الكتاب على ذلك.