في هذا الكتاب يسعى الكاتب إدريس هاني إلى إثارة أقصى ما يمكن من الأسئلة حول تحدّي الحداثة وأسئلة الإصلاح الديني ، معتبراً أن مسارات التحديث الممتعة في أكثر بلدان العالم الثالث تخضع لسياسات احتواء وإملاءات مؤسسات المال والتنمية ذات الأبعاد الإمبريالية ، وبهذا المعنى وكما يشي عنوان الكتاب هي حداثة العبيد لا حداثة السادة . يقول المؤلف : سيكتشف القارىء من خلال هذا النقاش الواسع كيف أن مشكلة العالم العربي والإسلامي تكمن في أزمة الخروج من نموذج التفسير إلى نموذج التأويل ، كما سيجد أن معضلته في عدم القدرة على الإندماج وأن هناك مشكلة تتعلّق بحقيقة النموذج وأزمة الخطاب التاريخي الذي بدا سبباً ونتيجة لهذه الوضعية المزمنة ، أي تخلف البنية الثقافية التي لا زالت تعيد إنتاج مفارقاتها في انتظار من يفك عنها الحصار . يأتي هذا الكتاب حصيلة مشاركات المؤلف في ورشات عمل حول الإصلاح الديني والتنمية الإجتماعية والإقتصادية ، وحوارات أجريت معه في فترات زمنية مختلفة حول الخطاب الإسلامي والعلاقة مع السلطة السياسية ، كما أنه يطرح مشروع رؤية جديدة لفكر إسلامي معاصر .