في هذا الكتاب _ و هو عبارة عن مقالات مجمعة _ يتحدث العقاد عن علاقة الاسلام بالحضارة الانسانية مبتدئا حديثة عن مولد الفلسفة الاسلامية و الفارق بين الاديان الكتابية الثلاثة _ الاسرائيلية و المسيحية و الاسلام _ من حيث تأخر أو سرعة نشأة فلسفتها . فالاسلام كان الأسرع في نشأة فلسفة اسلامية بعكس المسيحية و الاسرائيلية ، التي تأخر ظهور فلسفتها قرونا متطاولة. تأخر تدوين الكتاب السماوي في المسيحيو ز الاسرائيلية ،و عدم الحاجة الي التأويل و التفسير لكثرة الانبياء في زمن بني اسرائيل ،و انتظار المسيحيين لنبي اخر الزمان و علم المسلمين بأن نبيهم اخر الانبياء و أن العقل هو مناط التكليف و أن التفكير فريضة اسلامية ... هذه أسباب اجتمعت و عجلت بظهور الفلسفة الاسلامية . تحدث العقاد عن المؤتمر الاسلامي و حاجة المسلمين الملحة الي الاتحاد مذكرا المسلمين بأن في شريعتهم الاجتماع و الاتحاد ن حيث فرض الله علي المسلمين الاجتماع السنوي لاداء مناسك الحج . اهتم العقاد بالرد علي شكوك المشككين في الاديان بصفة عامة و في الاسلام بصفة خاصة و اهتم بالرد علي الماديين في عدد من مقالات الكتاب منها : ((براهين الايمان عن طريق براهين الشك ، المادية تنهدم ، افلاس مذهب لا طاقة " للمادية الشيوعية " بالبقاء ، تحدي الاله و معناه )) وغيرها الكثير . و كثر نقده للكثير من الكتب التي ألفها مستشرقون و مبشرون للحديث عن الاسلام مبينا مدي الانصاف و الاجحاف فيما كتبوه و من هذه الكتب : ((العالم العربي اليوم ، ديمقراطية رعاوية في شمال الصومال ، اسبانيا المغربية )). في مقاله عن تحدي الاله معناه بحث عن الاصول الفكرية التي تحرك ملحدا نحو تحدي الاله . لقد تحدي أحدهم الله ان كان موجودا فليدمر مدينة أو فليقتله الأن !!! و علق العقاد علي هذا المتحدي بأنه يري ان الله _ حسب اعتقاد هذا المتحدي _ مجرد سلطة غاشمة يثيرها التحدي ،لا سلطة حكيمة لها غرض و حكمة من خلقها و قدرها في الخلق . ان الطفل الذكي يعرف أنه اذا تحدي أبيه أن يهلك شخصا فان أباه لن يستجيب له ، و قد كان عقل هذا الملحد أقل من عقل الطفل الذكي. الكتاب هام جدا و هو دال علي عقلية العقاد و من أسابا أهميته أنه يوضح لمحبي العقاد صورة من نشاطاته الصحفية و جهات النشر التي كان يكتب فيها مقالاته . و نعرف منه مستوي ما كانت تنشره الصحف في هذه الأيام .