شغلت ثنائية الربيع العربي والصحوة الإسلامية بال مفكّري العالمين العربي والإسلامي، كما شغلت الجماهير على حدٍّ سواء، لا بل شغلت العالم أجمع، خاصة على مدى الأعوام الماضية منذ بدء الحراك العربي عام 2011، وحتى تاريخ إنتهاء العمل على هذا الكتاب أوائل عام 2014. ولعقد أو عقدين من الزمن ستبقى هذه الثنائية تشغل حقلاً واسعاً لدى مراكز الأبحاث والدراسات، خاصة بعد أن أصبحت مصنعاً منتجاً للديناميّات الميدانيّة والسياسيّة والإجتماعية والأمنية والثقافية، في الدوائر الوطنية والإقليمية والدولية، وأضحت مادة خصبة للدراسة والبحث على المستويين الجامعي والأكاديمي. وقد كُتب وصُنِّف في الربيع العربي والصحوة الإسلامية آلاف الكتب والمقالات والدراسات، باللغات العالمية والحيّة كافة، وتوزّعت الإتجّاهات في تفسير ما جرى مذاهب شتى، عبّرت عن إختلاف وتناقضٍ كبير في فهم هذه الظاهرة المتحركة، وعجز عن سبر أغوارها، وإدراك كامل مدياتها. وهذا الكتاب الذي بين أيدينا حاول تجنّب الفخ الأيديولوجي في مقاربة الموضوع، وتبنّى مقاربة منهجية ثلاثية قامت على دمج المناهج الوثائقيّة والتاريخيّة والوصفيّة بهدف تأمين أفضل خدمة بحثية ممكنة...