في معالجة هذا الموضوع نرانا محكومين بأمر أساسيّ ما يزال دارسو قانون الحرب في الإسلام - وحتّى المتشبّثون بالوسائل السلميّة - لا يلقون إليه بالاً، وهو أنّه ثمّة قوانين حملها القرآن الكريم والسنّة، بيّنها الرسول صلى الله عليه وسلم، وطبّق بعضها ممّا اقتضته الضرورة، أو أوصى بتطبيقها، وهي إمّا تعالج حلّ النزاعات بالحسنى ودون سفك الدماء، وإمّا تنظم الحروب... إلّا أنّ الإنسانيّة، التي لم تأخذ بمبادئ الإسلام، استشعرت في يوم من الأيّام ضرورة الحدّ من مآسي الحروب، فأخذت تسعى إلى التوافق على قيود تجعلها أقلّ قسوة ...كما راحت الإنسانيّة، من جهة أخرى، تعمل من أجل تقليص إمكانيّات شنّ الحروب بإستخدام أساليب سلميّة لحلّ الخلافات بين الدول، وأقامت هيئات تتدخّل لمنع إنفجار الحروب أو لوقفها عند إندلاعها. هذه المستجدّات على صعيد قانون الحرب تطرح على المسلمين تحديات، على علماء الإسلام أن يواجهوها، فهل يمكن المصادقة عليها أو تبنّيها؟ أم يجب الوقوف على ما نَزَلَ وما بُلور من أحكام دون القبول بغيرها؟...