إن "فتحي يكن" الداعية الإسلامي، الذي أجمع على فضله أغلبية المسلمين، هو غير "فتحي يكن" الذي مارس السياسة في وسط الوحول اللبنانية، إنه في هذه الحالة مكان أخذ وردِّ، بين من يُؤيد رأيه ومن يختلف معه، بإستثناء بعض من وصل في إنتقاداته إلى حدِّ تجاوز اللياقة والخروج عن دائرة الفكر والنقد والنقاش، لذا، فإنَّ هذه الدراسة ستحاول رسم صورة واقعية عنه بما له وما انتقد فيه، وسنترك للأيام القادمة الحُكم على صوابية توجهاته بخصوص الشأن اللبناني والمحيط أو ما تمّ التعارف عليه بالموضوع أو الشأن السياسي. وسواء أخطأ منتقدوه أو كانوا على صواب في بعض الأمور، فممّا لا شك فيه أن لفتحي يكن أيادٍ بيضاء في مجال الفكر والعمل الحركي الإسلامي، ليس بمقدور أحدٍ أن يتجاهلها وحالُ العالم الإسلامي عامة واللبناني على وجه الخصوص يَدعُ الحليم حيراناً من كثرة إختلاط الألوان وتقارب الخطوط وتشابكها!؟. وإنَّ الخدمة التي قدمها فتحي يكن لجيل بكامله عزَّ نظيرها، فقد ساهم في إعادة الحديث عن موضوع هوية المسلمين في لبنان، والعمل على إعادة تأهيلهم كي يكونوا في مقدمة المساهمين في بناء مجتمع سليم، جنباً إلى جنب مع شركائهم في الوطن ومن يبحث في مُحصلة جهد الداعية "فتحكي يكن" وجهاده، يُعجب من قُدرته - مع إخوان له - على تكوين مجموعة كبيرة من الشباب والشابات والمساهمة في إيصالهم إلى ذرى العلم والثقافة، وقد تمكَّن عدد كبير منهم من تبوُّء مراكز مُهمة في المجتمع والدولة. وإنّ من يتعرّف على هذه الحقيقة، سيتمنّى لو أنّ "فتحي يكن" ما زال حياً، وجهوده التربوية ما زالت تُؤدي دورها، لقد ساهم (رحمه الله) في إرشاد الصحوة الإسلامية، وتوجيه أبنائها، وكُتبه لا تزال محطَّ إهتمام وإقبال وقراءة من طرف الشباب الإسلامي والعاملين في حقل الدعوة والإرشاد الإسلامي.