إن الحديث عن خطاب الحداثة يستلزم منا الوقوف على أهم تداعيات فعل الحداثة فی واقعنا العربی وبخاصة المعاصر منه، وقد عمل الباحث هنا على الوقوف فی ثنايا هذا البحث فی أصل تكوين بداية ال حداثة، كونه المؤسس لعملية إنتاج فعلی لظهورها فی واقعنا، وتكوين هذا الأمر حسب تداعيات الفعل وتوظيفه، ليوصلنا بالنتيجة إلى أن محمد عابد الجابري المغربی الأصل، قد وقف موقف مهم، إذ أن الواقع الذي تتحدد فيه موارد التحول التاريخی الحضاري الواسع وما يطبعها من تزا حم النخب وتعاقبها السريع، تجعل الإنتقال من موقع إجتماعی أو سياسی أو أيديولوجی أمراً ميسوراً، تلقائياً، فالحواجز الطبقية والمؤسساتية فی مثل هذه الحال تصبح متحركة لينة يمكن القفر عليها بسهولة ومن دون أدنى حرج، رغم ما تمر به المجتمعات العربية الإسلامية بمرحلة تأريخية نوعية حيث إن جميع المشكلات التی تجابهها هذه المجتمعات بشدة متزايدة منذ الخمسينات قد عرضتها سابقاً وعاشتها ولا تزال المجتمعات الغربية التی يهمل عدد كبير من البحوث التحليلية ملاحظة أنها هی أيضاً كانت مجتمعات مسيحية وريفية وجبلية، وتقليدية ومتخلفة إلخ...