تتجلى فی فلسفات ما بعد بعد الحداثة الإستراتيجية الثقافية المذابة، والمتناصة فی فجوات وفراغات النص الإبداعی الذي يتحايث مع السياق الثقافی والإجتماعی بوصفه خطاباً ثقافياً له دلالات وقيم ثقافية، فكل شیء فی خطاب ما بعد بعد الحداثة يتمركز فی حالة التشتت والتبعثر والإختلاف الثقافی والتهجين النصی، فمعلقة عنترة بن شداد حاول أن تجمع بين التهجين الثقافی وإنتاجية النص الإبداعی الذي اشتغل فی لحظة الإنتماء وللإنتماء والتی هی المحرك الأساسی لكل القصيدة، فمنذ بدايات وعتبة المعلقة نجد أن شعور عدم الإنتماء هو عنوان الأطلال، والذي بقی مسيطراً على إيقاع حركة المعلقة، إذ حاول عنترة بكل الطرق والسبل التأكيد على إنتمائه عن طريق البحث عن الإنتماء الناعم فی الحب، وعن طريق إثبات القوى والرجولة فی القوة وتعطيمه لها التی فتحت له باب الإعتراف القبيلة بها فبخسارته لحبه نجده فی الوقت ذاته كان حد السيف لها دور فی الإعتراف به.